العطار وبناته بقلم نودي

موقع أيام نيوز

بعد لحظات دخلت خديجة وقالت:هناك مفاجأة هل تعرف أن لك أخا في مثل عمرك ؟
أجاب لا علم لي بذلك
قالت خديجة: لقد أخفى أبوك عن كل الناس ذلك لأنه من إحدى جواريه
ظهر عليه الاهتمام وسألها: أين هو الآن ؟
دخل برهان وكان فتى طويلا ووسيما
فصاح الأمير أنت هو أخي ؟
رد الفتى: نعم وأنا في خدمة مولاي
جاء أحد العبيد وإسمه حمدان إلى إبراهيم عم الأمير وقال له عذرا على إقلاق راحة سيدي ولكني مررت بجناح إبن أخيك واما رأيته هناك لن يسرك سأله العم ماذا حصل هيا أخبرني

سكت العبد قليلا كأنه يخشى مما غضب إبراهيم ثم همس لقد إسترد ذلك الغلام عافيته شيء لا يصدق لقد كان مريضا منذ ساعات لكن لما رأيته منذ حين وجدته يضحك مع جارية جميلة أعتقد أنه مغرم بها وهي أيضا تبادله الحب ودون شك غيابها هو سبب مرضه
قال إبراهيم بغضب وكره: تبا لها هل تعرف من هي ؟
أجاب حمدان لا لكن لما تخرج سأتبعها وسآتيك بأخبارها

رد العم إسمع أريد أن تختفي هذه البنت اختطفوها او اقتلوها المهم لا أريد أن يعثر عليها أحد خذ من تشاء من الأعوان ونفذ ما قلت لك عليه وسأكافئك بصرة من الدنانير
في المساء رجعت ياسمينة إلى الدار ولم تلاحظ أن رجلين يسيران ورائها ولما دخلت أخذا يدوران حول بيت صالح يستكشفان المنافذ لكن رأتهما منوبية جارتهما الحسودة

وقالت في نفسها لا شك أنهما لصان يريدان شرا بدار جاري فخرجت إليهما وقالت لما يجيئ الليل سأريكما كيف تدخلان قال حمدان ومذا تريدين مقابل هذه الخدمة
أجابت:لا شيئ أريد فقط أن أنتقم من بنات صالح وخصوصا الصغرى
قال لها لا تقلقي سنسرق ثيابهم ونتلف طعامهم ونختطف ياسمية فلن تراها مرة أخرى على وجه الأرض

عندما عرفت جارة ياسمينة أنا العبدان يريدون خطفها إبتسمت بمكر وقالت لهما إسمعنا ياسمينة تنام مع أختها زينب في الغرفة الشمالية ونافذتها مكسورة وسهلة الفتح والمال في صندوق خشبي تحت فراشها


تسلق العبدان الحائط بحبل ثم نزلا وسط الساحة وتسللا من النافذة بسهولة ثم كمما البنتين وأوثقوهما وأخذا كل ما وجداه من ثياب ومتاع ومال ثم نزلا إلى الدهليز
وقلبا كل ما وجدوه من جرار ولما خرجا وجدا عربة في إنتظارهم سارت بهم إلى مخزن بضائع على ملك إبراهيم وسط المدينة وفي الطريق قال حمدان للعبد الآخر عوضا عن قتلهما سأبيعهما لتاجر رقيق يحملهما بعيدا عن هنا فهما جميلتان جدا وتساويان كثيرا من المال

ضحك العبد وأجاب لو فطن سيدك لضرب عنقك
أجابه لن يحس بشيئ فقريبا ستأخذ الجاريتان طريق الشمال ويموت الأمير حزنا على حبيبته أما نحن فسنهرب وبما عندنا من مال سنشتري قطيعا من الغنم ونعيش أحرارا.

في الصباح قامت البنات فوجدن كل شيئ في الدهليز مكسورا وأمتعتهم مبعثرة ولا أثر أختيهما
قالت الكبرى: لا فائدة في الصراخ من جاء إلينا يعرف كل شيء عن البيت ولا بد أن أحدا يكرهنا قد ساعده

صاحت البنات في صوت واحد لا يوجد غير منوبية وإبنتها
صعدت البنات فوق السطح ودخلن غرفتها وربطناها بحبل وطلبن منها أن تتكلم وإلا أخرجوا عينيها
فأجابت: لا علم لي بما تقولونه فشدتها البنت الكبرى من شعرها بقسوة
فصاحت: توقفي سأخبركن بكل شيئ لقد شاهدت رجلين وإعتقدت أنهما جاءا للسرقة ولم أعلم أن نيتهما إختطاف أختيكما سألتها هل لاحظت شيئا ؟
أجابت: لقد كانا من العبيد
قالت البنت سأذهب حالا للقصر قبل أن يفوت الأوان وتختفي زينب وياسمينة إلى الأبد
أما البنتان فوجدتا نفسيهما في قبو رطب ويدخل النور إليهما من فجوة في أعلى الحائط وكان الجدار سميكا لا ينفع معه الصراخ مع سوء حضهما ان العبدان تركهما حر لم يربطهما
قالت ياسمينة لن نخرج من هنا إلا بالحيلة

هناك حارس واحد سأتظاهر أنا بالمرض ولما يفتح الباب إضربه على رأسه ونهرب وأرجو أن لا يوجد هناك آخرون
لما سمع العبد الصياح أطل من أحد الشقوق فرأى ياسمينة ممددة على الأرض وما أن دخل حتى هوت على رأسه خشبة فسقط وهو يلعن وجرت الأختان
كان هناك جم١عة من العبيد يخرجون البضائع ومعهم حمدان ولما رآهما هتف أقبضوا عليهما ولا تدعوهما تهربان وإلا فالويل لكم جميعا Lehcen Tetouani
لكن ياسمينة وزينب نجحتا بالإفلات وشرعتا بالجري بكل قوة وورائهما العبيد ولما كاد هؤلاء يمسكونهما ظهر الأمير محمود من بعيد في خيله ورجاله فاحتمت البنتان به وقصتا عليه ما حدث فدهم المخزن وقبض على حمدان وسأله من أرسلك لإختطاف ياسمينة ؟
أجاب على الفور: عمك إبراهيم
حين وصل الموكب إلى القصر بحث الأمير عن عمه لكنه كان قد إختفى مع نسائه وذهبه فوضع محمود يده على تجارته وأرسل المنادي في الأسواق يصيح من يقبض على إبراهيم أو يدل على مكانه له عشرة آلاف دينار

تم نسخ الرابط